لا تسلمي قياد قلبكِ لكائنٍ من كان
مقال للدكتور: خالد المنيف
أتمنى للجميع الفائدة
يُحكى أنّ الرئيس الأمريكي السابق (بيل كلينتون) وقف ذات يوم عند محطة لتعبئة سيارته بالوقود، وحدث أن اقترب عامل المحطة من هيلاري زوجته والتي حيّته بحرارة!
فسألها بيل عنه فقالت: صديق طفولة قديم! فعلّق عليها ساخراً: من حسن حظك أنك لم تتزوجيه وإلاّ فأنتِ الآن زوجة عامل صغير في محطة!! فأجابت بسرعة بديهة ودهاء: لو تزوّجته لأصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية!
ما أروع أن تمتلك الزوجة شخصية قوية وعقلية ناضجة ورؤية عميقة تستطيع معها أن تصنع لنفسها مجداً، وأن تحلِّق بقدراتها إلى فضاءٍ رحب وأن تدفع من حولها للارتقاء والنجاح
وللأسف ما أراه الآن من كثير من الزوجات من تبعيّة مُقيتة وتعلُـقٌ فاضح والتفاف خانق وتمحور كامل حول الزوج، وهذا أمر يدعو للتوقف وإعادة النظر!
وعندما تُدار الحياة بهذه الطريقة فسوف نكون أمام شخصيات ضعيفة تعيش في قلق دائم وخوف مستمر وتوتر لا ينقضي!
إضافةً إلى أنّ الرجال يسأمون من المبالغة في الاعتماد العاطفي عليهم وينزعجون أيّما انزعاج عندما يُضرب حصار مشاعري عليهم، فبعض النساء تجعل الرجل يتنفس من سُم خياط .. ملتصقة فيه 24 ساعة!
حتى أنها تقتصد في زيارة أهلها حتى لا تفارقه.. فأي حياة تلك؟!
وبعضهن تقيم الدنيا ولا تقعدها لو أراد الزوج أن يسافر لوحده وكأنّ الصُور قد نفخ فيه!!
وأحسب أنّ هذا مؤشر ضعف والزوج لا يحترم المرأة الضعيفة الهشّة، فهذا السلوك يشكِّل قوة ضاغطة عليهم تزهدهم ولا شك في زوجاتهم!!
خلاف صغير مع الزوج يقضي على أُنسها!
مشكلة مع زوجها تنغص حياتها وتقض مضجعها!
وأغلب رسائل الأخوات التي ترد لصفحة (ورود الأم) تعبِّر وبشكل واضح عن شخصيات اعتمادية جعلت من الآخرين قائداً لها!
لماذا تنتهي الحياة وتُغلق النوافذ وتتوقف الأرض عن الدوران إذا ابتليت الزوجة بزوج عصبي؟!
لماذا تسكن الرياح وتذوي الورود وتجف الينابيع إذا كان الزوج يعاني خرساً زوجياً؟
لماذا يُسدل الستار على مسرحية السعادة إذا امتدت يد القدر وأخذت الزوج؟!
لماذا تضيق الدنيا بما رحبت وتتجلل أركانها بالسواد وتهاجر الابتسامة دون رجعة إذا تزوج الزوج بــأخرى؟!
لماذا يطول الحزن ويدوم الغم ويشتد الكرب إن سافر الزوج؟!
ولست أقلل من قدر المشاعر أو أدعو للتمرد العاطفي حاشى لله .. ولكنني أُحذِّر من الذوبان الكامل في الزوج (أو غيره حتى لو كانت أماً)
أدعو لمزيد من:
النضج .. وإلى مزيد من ذكاء المشاعر .. والسيطرة عليها والتحكم بها وقيادتها .. لا أن تقودنا هي، وتلك الانضباطية في المشاعر مظنّة الحياة السعيدة وستقوى معها حبال الود بيننا وبين من نحب
الإسلام علّمنا فن التوازن وربّانا على الاستقلالية النفسية وأن لا يكون مصدرها نبعاً واحداً تجف معه العاطفة إذا جف! وأن لا نجعل من شخص واحد القوة الدافعة الوحيدة في حياتنا!!
يقول ستيفن كوفي: إنّ الذين يعتمدون على الآخرين عاطفياً يستمدون شعورهم بقيمتهم وطمأنينتهم من رأي الآخرين فيهم! فإذا كانوا لا يحبونهم كانت النتيجة "مدمرة" وقد يتطور الأمر وحدوث إعاقة فكرية تتمثّل في الركون التام على الآخر والاعتماد عليه في التفكير في كل ما يخص الحياة!
ارفعي راية الاستقلال ولا تسلمي قياد قلبك لكائنٍ من كان، ولا تنجرفي في تيار العاطفة الأعمى، عيشي حياتك كما تريدين لا كما يُراد لك، فهذا أدعى لحب ناضج وعلاقة دائمة متوقّدة!
ومضة قلم: السعيد هو الذي يحمل طقسه معه لا يهمه إن
مقال للدكتور: خالد المنيف
أتمنى للجميع الفائدة
يُحكى أنّ الرئيس الأمريكي السابق (بيل كلينتون) وقف ذات يوم عند محطة لتعبئة سيارته بالوقود، وحدث أن اقترب عامل المحطة من هيلاري زوجته والتي حيّته بحرارة!
فسألها بيل عنه فقالت: صديق طفولة قديم! فعلّق عليها ساخراً: من حسن حظك أنك لم تتزوجيه وإلاّ فأنتِ الآن زوجة عامل صغير في محطة!! فأجابت بسرعة بديهة ودهاء: لو تزوّجته لأصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية!
ما أروع أن تمتلك الزوجة شخصية قوية وعقلية ناضجة ورؤية عميقة تستطيع معها أن تصنع لنفسها مجداً، وأن تحلِّق بقدراتها إلى فضاءٍ رحب وأن تدفع من حولها للارتقاء والنجاح
وللأسف ما أراه الآن من كثير من الزوجات من تبعيّة مُقيتة وتعلُـقٌ فاضح والتفاف خانق وتمحور كامل حول الزوج، وهذا أمر يدعو للتوقف وإعادة النظر!
وعندما تُدار الحياة بهذه الطريقة فسوف نكون أمام شخصيات ضعيفة تعيش في قلق دائم وخوف مستمر وتوتر لا ينقضي!
إضافةً إلى أنّ الرجال يسأمون من المبالغة في الاعتماد العاطفي عليهم وينزعجون أيّما انزعاج عندما يُضرب حصار مشاعري عليهم، فبعض النساء تجعل الرجل يتنفس من سُم خياط .. ملتصقة فيه 24 ساعة!
حتى أنها تقتصد في زيارة أهلها حتى لا تفارقه.. فأي حياة تلك؟!
وبعضهن تقيم الدنيا ولا تقعدها لو أراد الزوج أن يسافر لوحده وكأنّ الصُور قد نفخ فيه!!
وأحسب أنّ هذا مؤشر ضعف والزوج لا يحترم المرأة الضعيفة الهشّة، فهذا السلوك يشكِّل قوة ضاغطة عليهم تزهدهم ولا شك في زوجاتهم!!
خلاف صغير مع الزوج يقضي على أُنسها!
مشكلة مع زوجها تنغص حياتها وتقض مضجعها!
وأغلب رسائل الأخوات التي ترد لصفحة (ورود الأم) تعبِّر وبشكل واضح عن شخصيات اعتمادية جعلت من الآخرين قائداً لها!
لماذا تنتهي الحياة وتُغلق النوافذ وتتوقف الأرض عن الدوران إذا ابتليت الزوجة بزوج عصبي؟!
لماذا تسكن الرياح وتذوي الورود وتجف الينابيع إذا كان الزوج يعاني خرساً زوجياً؟
لماذا يُسدل الستار على مسرحية السعادة إذا امتدت يد القدر وأخذت الزوج؟!
لماذا تضيق الدنيا بما رحبت وتتجلل أركانها بالسواد وتهاجر الابتسامة دون رجعة إذا تزوج الزوج بــأخرى؟!
لماذا يطول الحزن ويدوم الغم ويشتد الكرب إن سافر الزوج؟!
ولست أقلل من قدر المشاعر أو أدعو للتمرد العاطفي حاشى لله .. ولكنني أُحذِّر من الذوبان الكامل في الزوج (أو غيره حتى لو كانت أماً)
أدعو لمزيد من:
النضج .. وإلى مزيد من ذكاء المشاعر .. والسيطرة عليها والتحكم بها وقيادتها .. لا أن تقودنا هي، وتلك الانضباطية في المشاعر مظنّة الحياة السعيدة وستقوى معها حبال الود بيننا وبين من نحب
الإسلام علّمنا فن التوازن وربّانا على الاستقلالية النفسية وأن لا يكون مصدرها نبعاً واحداً تجف معه العاطفة إذا جف! وأن لا نجعل من شخص واحد القوة الدافعة الوحيدة في حياتنا!!
يقول ستيفن كوفي: إنّ الذين يعتمدون على الآخرين عاطفياً يستمدون شعورهم بقيمتهم وطمأنينتهم من رأي الآخرين فيهم! فإذا كانوا لا يحبونهم كانت النتيجة "مدمرة" وقد يتطور الأمر وحدوث إعاقة فكرية تتمثّل في الركون التام على الآخر والاعتماد عليه في التفكير في كل ما يخص الحياة!
ارفعي راية الاستقلال ولا تسلمي قياد قلبك لكائنٍ من كان، ولا تنجرفي في تيار العاطفة الأعمى، عيشي حياتك كما تريدين لا كما يُراد لك، فهذا أدعى لحب ناضج وعلاقة دائمة متوقّدة!
ومضة قلم: السعيد هو الذي يحمل طقسه معه لا يهمه إن