أصبحت كرة القدم أحسن تعبير عن عمق العلاقات الأخوية في المغرب الكبير، فالمباراة المرتقبة بين الخضر وأسود الأطلس يعتبرها الجانبان لقاء مع الأشقاء وليس مواجهة مع الخصوم.
عبدو تاج الدين من الجزائر ونوفل الشرقاوي من الرباط لمغاربية – 25/02/11
[نوفل الشرقاوي] أحد منافسي كريم الزياني في مباراة 27 مارس التأهيلية لكأس إفريقيا سيكون نور الدين امرابط. الجزائري والمغربي يلعبان معا في تركيا.
كرة القدم كانت في كثير من الأحيان محكا للعلاقات الجزائرية المغربية. أما اليوم، وفي الوقت الذي يتباحث فيه الجاران اتفاقات اقتصادية واجتماعية كانت شبه مستحيلة في السابق، فإن المباراة التأهيلية المرتقبة لكأس إفريقيا للأمم تُعد بمثابة لقاء للأحباب.
هذا الشعور لا يقتصر على المواطنين العاديين بل حتى على مستوى المسؤولين. وهذا هو ما أكده وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي لقناة فرونس 24 عندما تحدث عن "مناخ جديد" في العلاقات مع المغرب الأربعاء 23 فبراير. ومضى يقول إن البلدين يتطلعان معا إلى إعطاء "زخم جديد" لاتفاقيات التعاون الثنائي في المجالات "الحساسة" كالطاقة والفلاحة.
وقبل يوم واحد من ذلك، كان وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري قد عبّر عن أسفه لإغلاق الحدود المغربية الجزائرية طوال 17 سنة وأوضح أن الأحداث الأخيرة في العالم العربي أكدت بجلاء أن اتحاد المغرب العربي أصبح ضرورة اقتصادية واستراتيجية.
وفي سياق توطيد العلاقات الاقتصادية، يعتزم وزيرا البلدين عقد ثلاثة اجتماعات في مارس لمناقشة المبادرات المشتركة. وبعيدا عن الاجتماعات الرسمية، هناك لقاء آخر بين المغرب والجزائر في مارس لا يقل أهمية، لكنه هذه المرة على الملعب ضمن الدور التأهيلي لكأس إفريقيا للأمم 2012.
إنه عالم جديد وغريب في آن للجارين اللذين كانا يُطلق عليهما في وقت غير بعيد "الإخوة الأعداء".
هناك إجماع في صفوف الخضر على ضرورة الفوز على الضيف المغربي في لقاء 27 مارس بعنابة. لكن الجميع يتفق على أن ما حدث على هامش مباريات الجزائر ومصر في تصفيات كأس العالم 2010، من المستحيل أن يتكرر خلال مواجهة الجزائر والمغرب لأن العلاقة التي تربط الشعوب أقوى من أن تدمرها مباراة كرة قدم.
فمدافع نادي "غلاسكو رانجرز"، مجيد بوقرة، يقول إن المباراة المرتقبة ضد الفريق المغربي شبيهة بمعركة كأس العالم بين الجزائر ومصر في شيء واحد "نحن كلاعبين ندرك جيدا أن المباراة ليست عادية، فهي ستجري بين تشكيلتين قويتين، ويعرفان طريقة لعب بعضهما البعض".
أما لاعب الوسط كريم زياني فقال "نسعى لتغيير الصورة التي ظهرنا عليه بعد العودة من مونديال جنوب إفريقيا، نعلم حجم المسئولية الملقاة على عاتقنا"، وأضاف "نعلم تماما قوة المنتخب المغربي، ونحن على ثقة تامة بإمكانية تحقيق الفوز".
زياني يلعب في نادي قيصر سبور التركي مع لاعب المنتخب المغربي نورالدين أمرابط، و يقول في هذا الشأن "سعدت كثيرا باللعب إلى جانب أمرابط، ولا غرابة في أنه شخص طيب كونه مغربيا".
وأضاف زياني " لقد ساعدني على التأقلم في فريقي الجديد، وأتمنى أن تكون مواجهتي ضده في مارس المقبل مثالا في الروح الرياضية".
وبالنسبة لعميد المنتخب الجزائري عنتر يحيى، فإن مواجهة المغرب ستكون فرصة ثانية، كونه شارك في آخر مباراة لعبها الطرفان في ربع نهائي كأس إفريقيا 2004 بتونس.
وقال "لم أنس إقصائنا أمامه في تونس، لا يجب أن ننسى أن لقاءنا معه في 27 مارس مصيري ويجب أن نفوز فيه"، مضيفا "إنه لقاء ديربي وسيكون مفعما بالحيوية".
وأضاف "المنتخبان يعرفان بعضهما البعض جيدا، وبالتالي فإن اللقاء سيكون قويا دون أدنى شك".
وبالمقابل قال عبد القادر غزال مهاجم نادي باري الإيطالي عن الخضر وأسود الأطلس "نحن نملك عدة قواسم مشتركة".
وقال "كما أننا ننتهج أسلوب لعب متشابه". وعلى غرار زميليه يحي وزياني، غزال لديه هو الآخر أصدقاء مغاربة.
وتابع يقول "وعلى رأسهم حسين خرجة الذي يلعب حاليا في إنتير ميلان. لعبنا سويا في نادي سيينا ونتبادل حاليا الرسائل القصيرة للحديث حول اللقاء المرتقب"، وقال ضاحكا "لقد قلت له مؤخرا أنني تعافيت من إصابتي وسأعود بقوة لأقود الجزائر للفوز على المغرب."
في حين أعرب جبور عن سعادته باللعب بجانب المغربي جواد الزايري في أولمبياكوس اليوناني. لكنه قال لمغاربية "'المغاربة ليسوا أعداءنا، سيكونون كذلك فوق الميدان".
وأوضح "مباراة كرة هي معركة، ويجب الفوز بها. ولكن مواجهة المغرب ستكون مختلفة عن نظيرتها أمام مصر، لأن الأمر يتعلق بشعب مختلف".
"فالمغاربة أقرباؤنا، وتربطنا علاقات أخوية عميقة. ولكن الفوز بهذا الديربي جد مهم بالنسبة لنا، لأننا سنبعث رسالة قوية مفادها أننا نحن من يريد التأهل إلى كأس إفريقيا''، يؤكد جبور.
وفي ذات السياق يقول وليد مسلوب لاعب نادي لوهافر الفرنسي"أتحدث كثيرا مع بعض الأصدقاء المغاربة ونتحدث عن المباراة في إطار رياضي لا غير".
ويضيف مسلوب "فلا توجد أي شحنة بيننا، بالعكس نحترم بعضنا البعض كثيرا، ولن ندع الأمور تصل مع المغاربة إلى ما وصلت إليه مع المصريين