حتى لا يقول قائل: جاعت الطيور
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
اللهم انا نعوذ بك من زوال نعمتك
لله درك يا ابن عبد العزيز
حتى لا يقول قائل: جاعت الطيور
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين أما بعد
قصة ولا في الخيال، لم تحدث في بلاد الغرب المدعي للحرية وحقوق الانسان، ولا في بلاد الشرق الملحد بنظامه الاشتراكي الزائف ولا في بلاد المسلمين المعاصرة التي ليس لها نصيب من الإسلام سوى الاسم والحروف
إنما حدثت هذه القصة في بلاد المسلمين الحقيقية التي حكمت بشرع خالقنا جل في عليائه، حدثت في عهد الخليفة الإسلامي عمر بن عبد العزيز، حكم بضعاً وثلاثين شهراً كانت أفضل من ثلاثين دهراً، نشر فيهم العدل والإيمان والتقوى والطمأنينة، وعاش الناس في عز لم يروه من قبل
ولكن فوجئ أمير المؤمنين بشكاوٍ من كل الأمصار المفتوحة (مصر والشام وأفريقيا...)، وكانت الشكوى من عدم وجود مكان لتخزين الخير والزكاة، ويسألون: ماذا نفعل؟
فيقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: أرسلوا منادياً ينادي في ديار الإسلام:
أيها الناس: من كان عاملاً للدولة وليس له بيتٌ يسكنه فلْيُبْنَ له بيتٌ على حساب بيت مال المسلمين.
يا أيها الناس: من كان عاملاً للدولة وليس له مركَبٌ يركبه، فلْيُشْتَرَ له مركب على حساب بيت مال المسلمين.
يا أيها الناس: من كان عليه دينٌ لا يستطيع قضاءه، فقضاؤه على حساب بيت مال المسلمين.
يا أيها الناس: من كان في سن الزواج ولم يتزوج، فزواجه على حساب بيت مال المسلمين.
فتزوج الشباب الأعزب وانقضى الدين عن المدينين وبني بيت لمن لا بيت له وصرف مركب لمن لا مركب له
بالله عليكم أحبابي وإخواني في دين الله .. هل سبق وسمعتم حضارة على مر العصور والأزمنة حدث فيها مثل ما حدث في عهد الخليفة الإسلامي عمر بن عبد العزيز
ولكن المفاجأة الأكبر في القصة هي
أن الشكوى ما زالت مستمرة بعدم وجود أماكن لتخزين الأموال والخيرات!، فيرسل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى ولاته: "عُودوا ببعض خيرنا على فقراء اليهود والنصارى حتى يسْتَكْفُوا"،
فأُعْطُوا، والشكوى ما زالت قائمة، فقال: وماذا أفعل، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، خذوا بعض الحبوب وانثروها على رؤوس الجبال فتأكل منه الطير وتشبع.
حتى لا يقول قائل: جاعت الطيور في بلاد المسلمين
فهذا كله ثمرة تطبيق شرع الله في بلاد الله، خير للمسلمين والكفار والحيوان والطير.. أسال الله جل في عليائه أن يمكن لدينه ويحكم شرعه عاجلا غير آجل يا أرحم الراحمين، وأن يجمعنا الله وإياكم في الفردوس الأعلى دون سابقة عذاب