العنف منذ الصغر
أول درس في العنف لما كنا صغار هو غرفة الفيران... وكانت أول درس في ثقافة العنف المكتسبة.. الغرفة الوهمية اللي كانو يهددونا فيها بالمدرسة.. يعني كلام الآنسة اللي بدي أسمعه عم يحكي بدي حطه بغرفة الفيران
كمان العنف النفسي اللي كان يمارس من قبل الأهل
يعني الكلمات اللي كنا نسمعها دائماً
مثلاً: والله لأفرمك- والله لكسرك- يكسر إيديك - بدي أقبرك- بدي أهري نعمتك- إذا ما بسلخ جلدك عن عضمك.......... إلخ
في مصطلحات عنف كانت تعتمد على الطب
والله لشيل عيونك- والله لطير راسك- يشوفك الحكيم ويهز براسه- والله لأقرف رقبتك وحملك ياها- والله لأقص عصبك (أو لسانك أو إيدك) لا فرق
في عنف مشتق من الكلام الوطني
والله لأطرقك كف خلي سنانك تمشي مسيرة قدامك
في عنف مشتق من الحيوانات
والله لخليك تقاقي ما تلاقي- والله لخليك تعوّي متل الكلاب
وفي عنف رومانسي
والله لفرجيك نجوم الضهر اللي صارت معروفة عنا أكتر من نجوم الليل
في عنف دبلوماسي أكيد عرفتوه
هو هديك اللحظة اللي بيجي فيها الوالد الكريم حامل معو صحن سيكارتو وبيقلنا: تعال بابا نتناقش بهدوء.. اعتبرني رفيقك
وبغباء الإبن المعهود منصدق وعند أول اختلاف وجهة نظر بيناتنا "طبعاً بابا" وبس نقول: بس يا بابا هادا رأيي....
بيطفي الوالد سيكارتو وبيطفي وجهة نظرنا بكلمة وحدة ولاك "...." صار عندك وجهة نظر؟!! سماع ولا نص نصيص
كبرت ولا صغرت.. طلعت ولا نزلت.. بتضلك تحت هالـ"...." وما بيمشي غير اللي أنا بقولو.. قوم ولا!! جيل آخر زمن.. والله عال
حتى صار عنا عنف باعترافاتنا العاطفية
يعني إذا حبينا حدا منقلو.. تقبر قلبي- تطلع على قبري وغيره كتير من المفردات اللي مليانة عنف
قرأت هذا الإيميل وتذكرت أنه منذ يومين في العمل تناقشنا حول الفكرة التالية: الأغنية التي تقول: يلا تنام ويلا تنام لدبحلك طير الحمام
تخيل أنك تنيم ولدا صغيرا على أغنية فيها ذبح حمام ثم لا نكتفي بأن نقول له: ادبحلك طير الحمام بل نقول له: روح يا حمام لا تصدق عم بضحك ع **** لينام
يعني نبدأ بالذبح وننتهي بالكذب والمراوغة
؟؟؟؟وما زالوا يسألون: كيف عشت طفولتك؟؟؟؟