o0o الندم على التفريط o0o
في ساعات الندم لا يجلس الأنسان ويتذكر معاصيه وذنوبه ,
ويتذكر فيها ما فرط في الدنيا وغفلته فينتبه
فيصبح عنده انكسار لله عز وجل يندم فيه على ما فرط
انتبهوا الى هذه القصة :
شاب صغير السن هداه الله في بيتٍ قد امتلأ بالفجور والمعاصي والمنكرات والفواحش , أبوه لا يعرف القبلة , حاول ان يدعو أباه الى الله فلم يستجب له , فأتى يوماً الى أمام المسج يبكي عنده ويقول له : أن أبي يعصي الله ولا يعرف ربه , حاولت أن أدعوه ألى الله فلم يستجب لي , فماذا أفعل ؟ قال له : أذا قمت في الثلث الأخير من الليل فتوضأ وضوءك للصلاة -كان حافظا صغيرا- ثم صل لله ركعتين وادع الله عز وجل في تلك الركعتين ان يهدي أباك . قال : فكان الشاب في كل ليلة يفعل هذا الفعل , وفي ليلة من الليالي قام الشاب يصلي في الليل فدخل الأب البيت بعد سفرة قد فعل فيها ما فعل , ولم يكن أحد يدري به , ففتح الباب ودخل والناس نيام في البيت , فسمع صوت بكاءٍ في غرفة من الغرف فأقترب ينظر فأذا ابنه الصغير يبكي , فاقترب منه ليسمع ماذا يقول , فسمع ابنه يرفع يديه الى الله وهو يقول : اللهم اهدي أب , اللهم اشرح صدر أبي للأسلام , اللهم أفتح صدر أبي للهداية , فسمع الاب هذا الكلام واذا به قد انتفض وأخذته القشعريرة , قال : فخرج من الغرفة واغتسل ثم رجع الى الغرفة والابن مازال يبكي ويرفع يديه الى الله , فصلى بجنب ابنه ورفع يديه بجنب ابنه والابن يقول: اللهم اهدي أبي والأب يقول : آمين , اللهم افتح قلب أبي , والأب يقول : آمين , فبكى الأب وبكى الأبن فلما انتهى الابن ن صلاته التفت فرأى أباه يبكي فاعتنق اباه وجعلا يبكيان الى الصباح , فكان بداية هداية هذا الأب .
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه ابن ماجة :
(الندم توبة )
فاذا جلس الانسان يتذكر ذنوبه واخذ يذكر تلك المعاصي
, وتلك الليالي الظلماء , ويتذكر يوم ان جلس مع صديق السوء
ويتذكر يوم ان فتح المجلة الخليعة فنظر , ثم يتذكر عفو الله عليه
وأمهال الله له وحلم الله عليه يبكي والله
نبيل العوضي - كتاب ساعات الندم -
اجمل وارق التحايا