القاهرة ـ رامي إبراهيم
سعت القاهرة الى التقليل من شأن ما جرى خلال مباراة منتخبي مصر والجزائر في العاصمة المصرية أخيراً، واتهم وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط "أطرافاً خارجية" بـ"زرع الفتنة" بين البلدين، فيما توجه وفد مصري الى السودان بهدف التنسيق الأمني.
وقال أبو الغيط أمس:" لدينا شكوك بأن هناك جهات إعلامية خارجية كانت تسعى لزرع الفتنة بين الجانبين"، مشيراً الى أنه طالب نظيره الجزائري مراد مدلسي بضرورة التصدي للجماعات المخربة التي تهاجم الأماكن التي يعمل فيها المصريون، لأن ذلك يمثل تهديداً لأوضاعهم، ويفرض عليهم السعي للخروج من الجزائر. وأشار إلى أن الوزير الجزائري أبدى انزعاجه من رغبة شركات مصرية في الخروج باستثماراتها من الجزائر.
وجدد أبو الغيط، نفي مصر الكامل وجود قتلى بين المشجعين الجزائريين خلال مؤازرتهم لمنتخب بلادهم في مباراة (السبت) الماضي بالقاهرة، وأضاف أن وزير الخارجية الجزائري أكد في حديثه أنهم يدركون هذه الحقيقة، وقد أصدروا أكثر من نفي في الإعلام الجزائري.
وتعرضت مكاتب شركة "مصر للطيران" في العاصمة الجزائر الى التدمير بعد انتهاء مباراة الفريقين في القاهرة السبت الماضي اثر ترويج شائعات عن اعتداءات تعرض لها المشجعون الجزائريون أدت لمقتل عدد منهم وهو ما نفته الحكومة الجزائرية مراراً، كما حدثت هجمات على عدد من مقار الشركات المصرية ومحاصرة العاملين فيها.
وسافر وفد من كبار مسؤولي وزارة الخارجية المصرية إلى الخرطوم أمس للتنسيق مع السلطات السودانية. وقال السفير خير الدين عبد اللطيف، مساعد وزير الخارجية للشؤون المالية والإدارية والمكلف برئاسة مجموعة العمل المكونة من جميع القطاعات المعنية داخل وزارة الخارجية، إن فريق العمل مكلف بتنسيق المواقف مع السلطات السودانية باعتبار أن هذه المبادرة حدث غير عادي، والعمل على ضمان أن تخرج المباراة في إطار الروح الرياضية والأخوية باعتبار أن الرياضة جسر تواصل ومحبة وليست جسراً للشقاق.
وأشار إلى أن مجموعة العمل مكلفة أيضاً من جانب وزير الخارجية على متابعة التطورات في الجزائر للحفاظ على المواطنين المصريين في الجزائر والمصالح المصرية هناك وتأمين هؤلاء المواطنين ومصالحهم وذلك بالتعاون مع السلطات الجزائرية.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حسن نافعة إن الحشد الإعلامي الكبير الذي تم قبل المباراة جاء كنتيجة طبيعية لحالة الفراغ السياسي التي يعاني منها الشعب المصري وعدم وجود قضية جوهرية يتم مناقشتها، موضحاً أن وسائل الإعلام حولت مباراة لكرة القدم تجري في جو ودي إلى حرب معلنة بين البلدين، مؤكداً على أن الشحن الإعلامي الزائد تسبب في تزايد حالة الاحتقان.
وأكد نافعة أن انقسام الشعوب العربية حول تأييد مصر والجزائر أكبر دليل على حالة الفراغ السياسية ومحاولات إشغال الشعوب بما هو بعيد عن السياسة.